1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مهذب الأحكام
  8. /
  9. كتاب الطهارة
  10. /
  11. فصل في بقية المستحبات
و هي- أيضا- أمور: الأول: إجادة الكفن، فإنّ الأموات يتباهون يوم القيامة بأكفانهم و يحشرون بها، و قد كفّن موسى بن جعفر عليه السلام بكفن قيمته ألفا دينار، و كان تمام القرآن مكتوبا عليه (۱). الثاني: أن يكون من القطن (۲).الثالث: أن يكون أبيض (۳)، بل يكره المصبوغ ما عدا الحبرة (٤)، ففي بعض الأخبار: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كفّن في حبرة حمراء. الرابع: أن يكون من خالص المال و طهوره لا من‏ المشتبهات (٥). الخامس: أن يكون من الثوب الذي أحرم فيه أو صلّى فيه (٦). السادس: أن يلقى عليه شي‏ء من الكافور و الذريرة (۷). و هي- على ما قيل- حب يشبه حب الحنطة له ريح طيب إذا دق- و تسمّى الآن قمحة- و لعلّها كانت تسمّى بالذريرة سابقا و لا يبعد استحباب التبرك بتربة قبر الحسين عليه السلام و مسحه بالضريح المقدس أو بضرائح سائر الأئمّة عليهم السلام بعد غسله بماء الفرات أو بماء زمزم (۸). السابع: أن يجعل الطرف الأيمن من اللفافة على أيسر الميت و الأيسر منها على أيمنه (۹). الثامن: أن يخاط الكفن بخيوطه إذا احتاج إلى الخياطة (۱۰). التاسع: أن يكون المباشر للتكفين على طهارة من الحدث (۱۱). و إن كان هو الغاسل له، فيستحب أن يغسل يديه إلى المرفقين بل‏ المنكبين ثلاث مرّات، و يغسل رجليه إلى الركبتين (۱۲). و الأولى أن يغسل كلّ ما تنجس من بدنه، و أن يغتسل غسل المسّ قبل التكفين (۱۳).العاشر: أن يكتب على حاشية جميع قطع الكفن من الواجب و المستحب حتّى العمامة اسمه و اسم أبيه، بأن يكتب: فلان ابن فلان يشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمدا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، و أنّ عليّا، و الحسن، و الحسين، و عليّا، و محمدا، و جعفرا، و موسى، و عليّا، و محمدا، و عليّا، و الحسن، و الحجّة القائم أولياء اللّه و أوصياء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أئمتي، و أنّ البعث و الثواب و العقاب حق (۱٤). الحادي عشر: أن يكتب على كفنه تمام القرآن (۱٥) و دعاء الجوشن الصغير و الكبير، و يستحب كتابة الأخير في جام بكافور أو مسك ثمَّ غسله ورشه على الكفن (۱٦)، فعن أبي عبد اللّه الحسين‏ صلوات اللّه عليه: «أوصاني أبي بحفظ هذا الدعاء و تعظيمه و أن أكتبه على كفنه، و أن أعلّمه أهلي». و يستحب- أيضا- أن يكتب عليه البيتان اللذان كتبهما أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام على كفن سلمان رضي اللّه عنه و هما: وفدت على الكريم بغير زاد من الحسنات و القلب السليم‏ و حمل الزاد أقبح كلّ شي‏ء إذا كان الوفود على الكريم‏و يناسب أيضا كتابة السند المعروف المسمّى ب «سلسلة الذهب» (۱۷) و هو: عن ميكائيل عن إسرافيل عليهم السّلام عن اللوح و القلم، قال: يقول اللّه عزّ و جلّ: (ولاية عليِّ بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من ناري). و إذا كتب على فص الخاتم العقيق الشهادتان و أسماء الأئمة عليهم السّلام و الإقرار بإمامتهم كان حسنا، بل يحسن كتابة كلّ ما يرجى منه النفع من غير أن يقصد الورود. و الأولى أن تكتب الأدعية بتربة قبر الحسين عليه السّلام (۱۸) أو يجعل في المداد شي‏ء منها، أو بتربة سائر الأئمة، و يجوز أن تكتب بالطين و بالماء، بل بالإصبع من غير مداد. الثاني عشر: أن يهيّئ كفنه قبل موته، و كذا السدر و الكافور، ففي الحديث: «من هيّأ كفنه لم يكتب من الغافلين و كلّ ما نظر إليه كتبت له حسنة» (۱۹). الثالث عشر: أن يجعل الميت حال التكفين مستقبل القبلة مثل حال الاحتضار أو بنحو حال الصلاة (۲۰). (تتمّة): إذا لم تكتب الأدعية المذكورة و القرآن على الكفن بل على وصلة أخرى و جعلت على صدره أو فوق رأسه للأمن من التلويث كان أحسن (۲۱).

و في خبر آخر: «أجيدوا أكفان موتاكم فإنّها زينتهم»۱. و عن الصادق عليه السّلام: «تنوقوا في الأكفان فإنّكم تبعثون بها»۲.

أقول: مثل هذه الأخبار ناصة في أنّ الأكفان ترجع كالأجساد بعد انعدام صورها، و يدل عليه صحيح هشام سأل الزنديق أبا عبد اللّه عليه السّلام فقال:

«أخبرني عن الناس يحشرون يوم القيامة عراة؟ قال عليه السّلام: بل يحشرون في أكفانهم. قال: أنّى لهم بالأكفان. و قد بليت؟ قال: إنّ الذي أحيا أبدانهم جدد أكفانهم. قال: من مات بلا كفن؟ قال عليه السّلام: يستر اللّه عورته بما شاء من عنده. قال: يعرضون صفوفا؟ قال: نعم هم يومئذ عشرون و مائة صف في عرض الأرض»۳.

لقول الصادق عليه السّلام: «الكتان كان لبني إسرائيل يكفنون به، و القطن لأمة محمد صلّى اللّه عليه و آله»٤.

لقول الصادق عليه السّلام: «البسوا البياض، فإنّه أطيب و أطهر، و كفنوا فيه موتاكم»٥.

أما السواد فلقول الصادق عليه السّلام: «لا يكفن الميت في السواد»٦.

المحمول على الكراهة إجماعا. و أما كراهة مطلق الصبغ فنسب إلى المشهور و لم نقف على دليله. و أما الأخير فقد: «كفن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في ثلاثة أثواب برد أحمر حبرة»۷.

و أنّ الحسن بن عليّ عليهما السّلام: «كفن أسامة بن زيد ببرد أحمر حبرة، و أنّ عليّا عليه السّلام كفّن سهل بن حنيف ببرد أحمر حبرة»۸.

فائدة: إنّ نسخ الوسائل كلّها مشتملة على أنّ الحسن بن عليّ عليهما السّلام هو المكفّن لأسامة. و قال في البحار من غير تردد: إنّ الحسين بن عليّ عليهما السّلام هو المكفن لأسامة، لأنّ الحسن بن عليّ عليهما السّلام توفي سنة خمسين، و أسامة مات سنة أربع و خمسين.

لقول الكاظم عليه السّلام: «إنّا أهل بيت حج صرورتنا، و مهور نسائنا، و أكفاننا من طهور مالنا»۹.

لما تقدم من قول أبي الحسن عليه السّلام: «إنّي كفنت أبي في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما»۱۰.

و عن الباقر عليه السّلام: «فإن استطعت أن يكون في كفنه ثوب كان يصلّي فيه نظيف فافعل، فإنّ ذلك يستحب أن يكفن فيما كان يصلّي فيه»۱۱.

لقول الصادق عليه السّلام: «إذا كفنت الميت فذر على كلّ ثوب شيئا من ذريرة و كافور»۱۲.

ثمَّ إنّهم اختلفوا في موضوع الذريرة، فقيل إنّها الطيب المسحوق، و قيل إنّها كلّما يذر على الشي‏ء، و قيل: إنّها نوع خاص من الطيب كان معروفا، و قيل: إنّها الورس- و هو يطلق على الزعفران و الذريرة- و قيل غير ذلك، و نقل الطريحي في مجمع البحرين أمرا غريبا في الذريرة.

و الكلّ لا دليل له يصح الاعتماد عليه، و لذا قال في ذخيرة العباد: إنّ حقيقته غير معلومة. و الظاهر أنّ له أهل خبرة فلا بدّ من الرجوع إليهم، قال الأنطاكي في تذكرته: «قصب ذريرة: سمّي بذلك لوقوعه في الأطياب و الذرائر، و هو نبت كالقش عقد محشو بشي‏ء أبيض. و أجوده المتقارب العقد، الياقوتي، الضارب إلى الصفرة، القابض المر. و منه نوع رزين يتشظّى كالخيوط ردي‏ء جدّا»۱۳.

و المستفاد من الأدلة: أنّ مورد استعمالها الكفن فقط، و مقتضى بعض الإطلاقات مرجوحية تطيبه بطيب غير الكافور، و ما ثبت أنّه الذريرة المعهودة في الأزمنة القديمة. و الأولى ترك استعمال الذريرة التي لا يعلم أنّها الذريرة المعهودة، لما دل على مرجوحية كلّ طيب كما سيأتي.

كلّ ذلك لجريان سيرة المؤمنين و لم يرد الردع، مع أنّه من طرق التوسل إلى اللّه تعالى بما يرجى التوسل به إليه تعالى، و أنّ الغريق يتشبث بكلّ ما فيه احتمال النجاة.

للسيرة، و دعوى الإجماع، و يمكن الاستشهاد له بما تقدم من خبر يونس في العمامة.

لفتوى جمع من الأصحاب به و لا مدرك له غير ذلك، و يكفي ذلك بناء على قاعدة التسامح.

للمشهور بين الأصحاب، و يكفي ذلك في الاستحباب.

لخبر عمار: «ثمَّ تغسل يدك إلى المرافق و رجليك إلى الركبتين ثمَّ تكفنه»۱٤.

و في صحيح ابن يقطين: «ثمَّ يغسل الذي غسّله يده قبل أن يكفنه إلى المنكبين ثلاث مرات»۱٥.

و في صحيح ابن مسلم: «ثمَّ يغسل يده إلى العاتق»۱٦.

و الكل محمول على مراتب الفضل إجماعا، و يمكن أن يكون حكمة غسل هذه المواضع لأجل كونها مظنة وصول النجاسة، فيكون الأولى حينئذ أن يغسل كلّ ما تنجس من بدنه.

نسبه في الحدائق إلى ظاهر الأصحاب، و في الجواهر: «لم أقف على مستنده».

أقول: و يظهر من بعض الأخبار تأخير الغسل عن التكفين ففي صحيح ابن يقطين: «ثمَّ إذا كفنه اغتسل»۱۷.

و مثله صحيح ابن مسلم، و يمكن حملهما على أنّه غسل مندوب مستقل، كما يأتي في الأغسال الفعلية عند قوله: الثامن غسل من مسّ ميتا بعد ما غسله.

أما كتابة الشهادة فلخبر ابن شعيب: «قال حضرت موت إسماعيل و أبو عبد اللّه عليه السّلام جالس عنده- إلى أن قال: فلما فرغ من أمره دعا بكفنه فكتب عليه السّلام في حاشية الكفن: إسماعيل يشهد أن لا إله إلّا اللّه- الحديث».۱۸

و الدليل على البقية. دعوى الإجماع عن الخلاف و الغنية، و السيرة العملية من المتشرعة، و أنّ ذلك كلّه من طرق التوسل و استجلاب الخير و البركة، مع البناء على المسامحة في الاستحباب، كما عليه الأصحاب و نعم ما قال الشهيد:

«و زاد الأصحاب كتابة و مكتوبا عليه و مكتوبا به»، لأنّه خير محض.

أمّا كتابة القرآن، فلما روي: «أنّ موسى بن جعفر عليه السّلام كفّن بكفن فيه حبرة عليها القرآن كلّه»۱۹.

و يمكن أن يستشهد لرجحانه مما ورد في التكفين في ثوب الإحرام، و فيما كان يصلّي فيه‏۲۰، إذ يستفاد منها صحة التبرك بكلّ ما يرجى فيه الخير. مع أنّه من أقرب التوسلات عند المتشرعة.

لما روي عن السجاد عليه السّلام عن أبيه عن جده: «و من كتبه على كفنه استحى اللّه أن يعذبه بالنار- إلى أن قال: قال الحسين:- و أوصاني بحفظ هذا الدعاء و تعظيمه و أن أكتبه على كفنه»۲۱.

و أما الصغير، فقد ذكر فضائله السيد ابن طاوس (رحمه اللّه) بعين ما ذكره للكبير، و عن المجلسي (رحمه اللّه) في البحار استظهار وقوع الاشتباه بين الكبير و الصغير، فالأولى قصد الرجاء فيه، كما أنّ الأحوط مراعاة أن لا يكتب في المحال التي تنافي الاحترام.

و أما الأخير فلما روي في البلد الأمين عنه عليه السّلام أيضا «و من كتب في جام بكافور أو مسك ثمَّ غسله و رشه على كفن ميت أنزل اللّه تعالى في قبره ألف نور و آمنه من هول منكر و نكير»۲۲.

أقول: و لعلّ الأولى ذلك لأنّ نفس الأسماء المقدسة لو كتبت يمكن أن توضع في محلّ ينافي الاحترام، و الظاهر عدم الفرق بين الجام و غيره من الظروف، كما لا يعتبر أن يكون ذلك في ظرف واحد و يصح أن يكون في ظروف متعددة خصوصا إذا لم يسع الواحد لكتابة تمامه.

فرع: الظاهر أنّه يجزي أن يرش على أكفان متعددة إذا كان المكتوب و المغسول تمام الدعاء.

في الجواهر عن كشف الغمة: «إنّ بعض أمراء السامانية كتب الحديث- إلى أن قال- و أمر بأن يدفن معه، فلما مات رؤي في المنام فقال غفر اللّه لي بتلفظي بلا إله إلّا اللّه، و تصديقي بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و أنّي كتبت هذا الحديث تعظيما و احتراما» و بعد ذلك قال في الجواهر: «كثيرا ما أكتبه (أي حديث سلسلة الذهب) في كأس و أمحوه بماء و أضع عليه شيئا من تربة الحسين عليه السّلام فأرى تأثيره سريعا و الحمد للّه، ولي فيه رؤيا عن أمير المؤمنين عليه السّلام يصدق ذلك كلّه لكنّها مشروطة بالصدقة بخمسة قروش و نسأل اللّه التوفيق».

ثمَّ إنّه قد وقع في هذا الحديث النقل عن اللوح و القلم. و اللوح عبارة عن كتاب خاص فيه تمام ما يقع في العالم بأجزائها و جزئياتها و سائر جهاتها قال تعالى‏ )وَ عِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ۲۳(و قال تعالى‏ )فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ۲٤( .

إلى غير ذلك من الآيات الدالة على عظمة هذا الكتاب و كمال العناية به و يصح النقل عنه لمثل إسرافيل و من يقدر على النظر فيه من الملائكة المقربين.

و أما القلم فهو ما به يكتب في اللوح و يصح النقل عنه بالعناية. و أما بناء على ما عن الصدوق في اعتقاداته من قوله: «اعتقادنا في اللوح و القلم أنّهما ملكان»۲٥، فيكون النقل عنه حقيقيا لا بالعناية، و لكن قال الشيخ المفيد:

«اللوح كتاب اللّه كتب فيه ما يكون إلى يوم القيامة، و هو قوله تعالى‏ )وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ‏ (فاللوح هو الذكر و القلم هو الشي‏ء أحدث اللّه به الكتابة في اللوح و جعل اللوح أصلا لتعرف الملائكة منه‏ حدّثنا محمد بن موسى المتوكّل، قال: حدثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه عن يوسف بن عقيل، عن إسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرّضا عليه السلام نيشابور و أراد أن يرتحل إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا:

يا ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله تدخل علينا و لا تحدثنا بحديث فنستفيده منك- و قد كان قعد في العمارية- فأطلع رأسه فقال عليه السلام: سمعت أبي موسى بن جعفر عليهما السلام يقول:

سمعت أبي جعفر بن محمد عليهما السّلام يقول: سمعت أبي محمد بن عليّ عليهما السّلام يقول: سمعت أبي عليّ بن الحسين عليهما السّلام يقول: سمعت أبي الحسين بن علي عليهما السّلام يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّا بن أبي طالب عليه السّلام يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: سمعت جبرئيل عليه السّلام يقول: سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول:

(لا إله إلّا اللّه حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي).

فلمّا مرّت الراحلة نادى: أما بشروطها و أنا من شروطها.

و إن كتب السند الآخر- أيضا- فأحسن و هو: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الكريم بن محمد الحسيني قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم الرازي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن يحيى الأهوازي، قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن عمرو، قال: حدّثنا الحسن بن محمد بن جمهور، قال: حدّثني علي بن بلال عن عليّ بن موسى الرضا عليهما السّلام عن موسى بن جعفر عليهما السّلام عن جعفر بن محمد عليهما السّلام عن محمد بن عليّ عليهما السّلام عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام عن الحسين بن عليّ عليهما السّلام عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عن جبرئيل‏ ما يكون فإذا أراد اللّه تعالى أن يطلع الملائكة على غيب له أو يرسلهم إلى الأنبياء بذلك أمرهم بالاطلاع في اللوح، فحفظوا منه ما يؤدونه إلى من أرسلوا إليه و عرفوا منه ما يعملون و قد جاءت بذلك آثار عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و عن الأئمة، فأما من ذهب إلى أنّ اللوح و القلم ملكان فقد أبعد بذلك و نآى عن الحق إذ الملائكة لا تسمّى ألواحا و لا أقلاما، و لا يعرف في اللغة اسم ملك و لا بشر لوح و لا قلم»۲٦ و قال المجلسي في البحار: «الصدوق تبع فيما ذكره الرواية بلا اعتراض عليه مع أنّه لا تنافي بين ما ذكره المفيد و بين ذلك إذ يمكن كونهما ملكين و مع ذلك أحدهما آلة النقش و الآخر منقوشا فيه».

أقول: يظهر من الروايات المستفيضة أنّ لهما نحو حياة و إدراك و لا محذور فيه من عقل أو نقل قال الصادق عليه السّلام: «أول ما خلق اللّه القلم فقال له:

اكتب. قال: و ما أكتب يا رب؟ قال: أكتب ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة. فكتب القلم»۲۷.

و نحوه غيره و هو ظاهر في علمه و التفاته و إحاطته بما علّمه اللّه تعالى.

لأنّها مما يرجى فيها الحفظ، و الأمان و هي أمان من كلّ خوف كما في‏ الحديث۲۸. ثمَّ إنّ الكتابة بالإصبع من غير مداد نسبت إلى المشهور.

و قد جرت عليه سيرة الأخيار أيضا، بل قد نقل عن محمد بن عثمان وكيل الناحية المقدسة تهيئة القبر لنفسه أيضا.

لحسن الاستقبال في كلّ حال خصوصا في مثل هذه الأحوال.

و يمكن أن يقال بعدم التنجس و التلوث، لكونه من الباطن حينئذ و النجاسة ما إذا كانت في الخارج و من الخارج، كما تقدم في محلّه، و لا أقل من الشك و مقتضى الأصل الطهارة. لأنّ الميت صار طاهرا بالغسل.

(۱) الوسائل باب: ۱۸ من أبواب التكفين حديث: ۳.

(۲) الوسائل باب: ۱۸ من أبواب التكفين حديث: ٤.

(۳) الاحتجاج ج: ۲ ص: ۹۸ من طبعة النجف.

(٤) الوسائل باب: ۲۰ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(٥) الوسائل باب: ۱۹ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(٦) الوسائل باب: ۲۱ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(۷) الوسائل باب: ۲ من أبواب التكفين حديث: ۳.

(۸) الوسائل باب: ۱۳ من أبواب التكفين حديث: ۲.

(۹) الوسائل باب: ۳4 من أبواب التكفين حديث: ۱.

(۱۰) الوسائل باب: ٥ من أبواب التكفين حديث: ۲.

(۱۱) الوسائل باب: ٤ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(۱۲) الوسائل باب: ۱٥ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(*) تذكرة داود الأنطاكي مادة: قصب الذريرة ص: ۲۳۸، ج: ۱.

(۱٤) الوسائل باب: ۳٥ من أبواب التكفين حديث: ۳.

(۱٥) الوسائل باب: ۳٥ من أبواب التكفين حديث: ۲.

(۱٦) الوسائل باب: ۳٥ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(۱۷) الوسائل باب: ۳٥ من أبواب التكفين حديث: ۲.

(۱۸) الوسائل باب: ۲۹ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(۱۹) الوسائل باب: ۳۰ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(۲۰) راجع الوسائل باب: ٤ و ٥ من أبواب التكفين.

((۲۱) مستدرك الوسائل باب: ۲۷ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(۲۲) مستدرك الوسائل باب: ۲۷ من أبواب التكفين حديث: ۱.

(۲۳) سورة ق الآية: ٤.

۲٤)) سورة البروج الآية: ۲۲.

(۲٥) شرح عقائد الصدوق للمفيد طبع النجف صفحة: ۲۲۰.

(۲٦) شرح عقائد الصدوق للمفيد صفحة: ۲۲۰ طبع النجف.

(۲۷) راجع تفسير القمي ج: ۲ صفحة: ۳۷۹.

(۲۸) مستدرك الوسائل باب: ۱۰ من أبواب التكفين حديث: ۱.

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"