1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مهذب الأحكام
  8. /
  9. كتاب الطهارة
  10. /
  11. فصل في المستحبات بعد الموت
و هي أمور: (الأول): تغميض عينيه و تطبيق فمه (۱).

لقول الحسن لأخيه الحسين عليهما السلام: «فإذا قضيت نحبي، فغمضني و غسلني- الحديث-»۱.

و في الخبر: «لما حضر موت إسماعيل و أبو عبد اللَّه عليه السلام جالس عنده، فلما حضره الموت شد لحييه و غمّضه و غطّى عليه الملحفة»۲.

و يستفاد تطبيق الفم من شد اللحيين، مضافا إلى سيرة المتشرعة و رجحان التحفظ من أن لا يقبح منظره.

(الثاني): شدّ فكيه (۲).

لما تقدم من فعل الصادق عليه السلام فإنّ الظاهر من شد لحييه هو شدّ فكه.

(الثالث): مدّ يديه إلى جنبيه.
(الرابع): مدّ رجليه (۳).

نسب ذلك إلى الأصحاب، و علّل بأنّه أطوع للغسل، و أحفظ على بقاء هيئته، و أنسب لاحترام المؤمن، و لم يرد فيها نص خاص كما اعترف به جمع.

(الخامس): تغطيته بثوب (٤).

للإجماع، و لأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله غطي بحبرة، و لفعل الصادق عليه السلام ذلك بابنه، و لأنّه أحفظ له من الهوام.

(السادس): الإسراج في المكان الذي مات فيه إن مات في الليل (٥).

نسب ذلك إلى الأصحاب، و أنّه نحو احترام بالنسبة إلى الميت و اهتمام بشأنه و أما ما استدل به من خبر عثمان بن عيسى: «لما قبض أبو جعفر عليه السلام أمر أبو عبد اللَّه عليه السلام بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض أبو عبد اللَّه عليه السلام ثمَّ أمر أبو الحسن عليه السلام بمثل ذلك في بيت أبي عبد اللَّه عليه السلام حتّى أخرج به إلى العراق ثمَّ لا أدري ما كان»۳.

فلا ربط له بالمقام، بل هو نحو تعظيم لمن مات و كان نورا يستضاء به في حياته، فينبغي أن يجعل ما يكون إشارة إلى ذلك بعد مماته، و شعارا لمن كان في حياته من مشاعر الدين.

(السابع): إعلام المؤمنين ليحضروا جنازته (٦).

لقول أبي عبد اللَّه عليه السلام: «ينبغي لأولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت بموته»4.

و مثله غيره، مع أنّ ذلك تكريم للمؤمن، و إعانة على البر بالنسبة إلى من يحضر، و نحو ترغيب إلى تذكر الموت و الآخرة.

(الثامن): التعجيل في دفنه، فلا ينتظرون الليل إن مات في النهار، و لا النهار إن مات في الليل (۷)، إلا إذا شك في موته فينتظر حتّى اليقين (۸)، و إن كانت حاملا مع حياة ولدها، فإلى أن يشق جنبها الأيسر لإخراجه، ثمَّ خياطته (۹).

لقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: «يا معشر الناس لا ألفينّ [۱] رجلا مات له ميت ليلا فانتظر به الصبح و لا رجلا مات له ميت نهارا فانتظر به الليل لا تنتظروا بموتاكم طلوع الشمس و لا غروبها عجلوا بهم إلى مضاجعهم يرحمكم اللَّه. قال الناس: و أنت يا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله يرحمك اللَّه»٥.

و في مرسل الفقيه: «كرامة الميت تعجيله»٦، و ظاهر النصوص و إن كان هو الوجوب الا أنّها محمولة على الندب إجماعا، و الظاهر أنّ تعجيل الدفن تعرض له الأحكام الخمسة، و مقتضى الأصل عدم وجوب فورية الدفن لو لم يكن في البين ما يقتضي الفورية.

نصّا، و إجماعا. قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «خمس ينتظر بهم الا أن يتغيّروا: الغريق، و المصعوق، و المبطون، و المهدوم، و المدخن»۷ و تشهد له سيرة الناس، و أصالة بقاء الحياة.

لأنّ ذلك واجب، فيجوز التأخير لإتمام هذا العمل، و يأتي في [مسألة ۱٥] من (فصل الدفن) بيان هذه المسألة و الدليل عليها.

  1. الوسائل باب: ۱۳ من أبواب الدفن حديث: ۱۰.
  2. الوسائل باب: 44 من أبواب الاحتضار حديث: ۳.
  3. الوسائل باب: 4٥ من أبواب الاحتضار حديث: ۱.
  4. الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة الجنازة حديث: ۱
  5. الوسائل باب: 4۷ من أبواب الاحتضار حديث: ۱.
  6. الوسائل باب: 4۷ من أبواب الاحتضار حديث: ۷.
  7. الوسائل باب: 4۸ من أبواب الاحتضار حديث: ۲.
الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"