لقول الصادق عليه السلام في خبر السكوني: «لا يذوق الجنب شيئا حتى يغسل يديه و يتمضمض، فإنّه يخاف منه الوضح (أي البرص)»(۱).
و عنه عليه السلام أيضا: «نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله عن الأكل على الجنابة و قال: إنّه يورث الفقر»(۲) و عنه عليه السلام أيضا في صحيح عبد الرحمن: «أ يأكل الجنب قبل أن يتوضأ؟ قال عليه السلام: إنا لنكسل، و لكن ليغسل يده و الوضوء أفضل»(۳).
و ظهور الجميع في الكراهة مما لا ينكر، مضافا إلى دعوى الإجماع عليها، فيحمل قوله عليه السلام في صحيح الحلبي: «إذا كان الرجل جنبا لم يأكل و لم يشرب حتّى يتوضأ»(٤).
على الكراهة جمعا بينه و بين موثق ابن بكير قال: «سألت الصادق عليه السلام عن الجنب يأكل و يشرب و يقرأ القرآن؟ قال: نعم»(٥)
و أجمل وجوه الجمع بين الأخبار الكراهة بدون الوضوء، و غسل اليد، و المضمضة و الاستنشاق، و أنّها تزول بالمرة بالوضوء و تخف بغيره، حسب مراتب الخفة فأعلاها المضمضة و الاستنشاق و غسل اليدين. و أدناها غسل اليدين فقط.
و الباقي من المتوسط.
ثمَّ إنّ المضمضة ذكرت في خبر السكوني، و يمكن أن تكون من باب ذكر أحد المتلازمين و إرادة الآخر، لأنّ الاستنشاق ملازم للمضمضة غالبا. مع أنّهما ذكرا معا في الفقه الرضوي(٦).