1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. منهاج الصالحین
  8. /
  9. منهاج الصالحين العبادات
  10. /
  11. كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

من أعظم الواجبات الدينية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[1].

وقد ورد عنهم علیهم السلام أنَّ بالأمر بالمعروف تقام الفرائض, وتأمن المذهب, تحل المكاسب, وتمنع المظالم, وتعمر الأرض, وينتصف للمظلوم من الظالم, ولا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر, تعاونوا على البر, فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات, وسلط بعضهم على بعض, ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء.

قَالَ النَّبِيُّ صلی الله و علیه و آله و سلم: كَيْفَ‏ بِكُمْ‏ إِذَا فَسَدَتْ‏ نِسَاؤُكُمْ وَفَسَقَ شَبَابُكُمْ وَلَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَقِيلَ لَهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله؟, فَقَالَ صلی الله و علیه و آله و سلم نعم؛ وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ كَيْفَ بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوفِ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ الله وَيَكُونُ ذَلِكَ!, قَالَ صلی الله و علیه و آله و سلم نعم؛ وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً وَالْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً[2].

مسألة ۱٤76: يجب الأمر بالمعروف الواجب والنهي عن المنكر وجوباً كفائياً؛ إنْ قام به واحد سقط عن غيره، وإذا لم يقم به واحد أثم الجميع واستحقوا العقاب.

مسألة ۱٤77: إذا كان المعروف مستحباً كان الأمر به مستحباً، فإذا أمر به كان مستحقاً للثواب، وإنْ لم يأمر به لم يكن عليه أثم ولا عقاب.

مسألة ۱٤78: يشترط في وجوب الأمر بالمعروف الواجب والنهي عن المنكر أمور:

الأول: معرفة المعروف والمنكر ولو إجمالاً، فلا يجبان على الجاهل بالمعروف والمنكر.

الثاني: إحتمال ائتمار المأمور بالمعروف بالأمر، وانتهاء المنهي عن المنكر بالنهي، فإذا لم يحتمل ذلك وعلم أنَّ الشخص الفاعل لا يبالي بالأمر أو النهي ولا يكترث بهما لا يجب عليه شيء.

الثالث: أنْ يكون الفاعل مصراً على ترك المعروف وارتكاب المنكر, فإذا كانت أمارة على الإقلاع وترك الإصرار لم يجب شيء، وكذا مع الإحتمال المتعارف الصحيح, فمن ترك واجباً أو فعل حراماً ولم يعلم أنَّه مصر على ترك الواجب، أو فعل الحرام ثانياً، أو أنَّه منصرف عن ذلك أو نادم عليه لم يجب عليه شيء.

الرابع: أنْ يكون المعروف والمنكر منجزاً في حقّ الفاعل، فإذا كان معذوراً في فعله المنكر أو تركه المعروف؛ لاعتقاد أنَّ ما فعله مباح وليس بحرام، أو أنَّ ما تركه ليس بواجب، وكان معذوراً في ذلك للإشتباه في الموضوع، أو الحكم اجتهاداً، أو تقليداً لم يجب شيء.

الخامس: أنْ لا يلزم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرر في النفس أو في العرض أو في المال؛ على الآمر أو على غيره من المسلمين، فإذا لزم الضرر عليه أو على غيره من المسلمين لم يجب شيء, ولا فرق بين العلم بلزوم الضرر والظن به والإحتمال المعتد به عند العقلاء الموجب لصدق الخوف.

مسألة ۱٤79: لا يختص وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصنف من الناس دون صنف، بل يجب عند اجتماع الشرائط المذكورة على العلماء وغيرهم، والعدول والفساق، والسلطان والرعية، والأغنياء والفقراء، وقد تقدم أنَّه إنْ قام به واحد سقط الوجوب عن غيره وإنْ لم يقم به أحد أثم الجميع، واستحقوا العقاب.

مسألة ۱٤80: للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب:

الأولى: الإنكار بالقلب؛ بمعنى إظهار كراهة المنكر أو ترك المعروف؛ إما بإظهار الانزعاج من الفاعل، أو الإعراض والصد عنه، أو ترك الكلام معه، أو نحو ذلك من فعل أو ترك يدل على كراهة ما وقع منه.

الثانية: الإنكار باللسان والقول؛ بأنْ يعظه وينصحه ويذكر له ما أعد الله سبحانه للعاصين من العقاب الأليم والعذاب في الجحيم، أو يذكر له ما أعده الله تعالى للمطيعين من الثواب الجسيم والفور في جنات النعيم.

الثالثة: الإنكار باليد بالضرب المؤلم الرادع عن المعصية، ولكل واحدة من هذه المراتب مراتب أخف وأشد، والأحوط وجوباً الترتب بين هذه المراتب، فإنْ كان إظهار الإنكار القلبي كافياً في الزجر اقتصر عليه، وإلا أنكر باللسان، فإنْ لم يكف ذلك أنكره بيده، بل الأحوط الترتيب بين مراتب كلّ واحدة, فلا ينتقل إلى الأشد في كلّ مرتبة إلا إذا لم يكف الأخف.

مسألة ۱٤81: إذا لم تكف المراتب المذكورة في ردع الفاعل لا ينتقل إلى الجرح والقتل، بل يراجع إلى الحاكم الشرعي، وكذا إذا توقف على كسر عضو من يد أو رجل أو غيرهما أو أعابة عضو كشلل أو اعوجاج أو نحوهما؛ لا يجوز له ذلك، وإذا أدى الضرب إلى ذلك خطأ أو عمداً يظمن الآمر والناهي لذلك؛ فتجري عليه أحكام الجناية العمدية إنْ كان عمداً, والخطئية إنْ كان خطاءً. نعم؛ يجوز للإمام ونائبه ذلك إذا كان يترتب على معصية الفاعل مفسدة أهم من جرحه أو قتله، وحينئذ لا ضمان عليه.

مسألة ۱٤82: يتأكد وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقّ المكلف بالنسبة إلى أهله، فيجب عليه إذا رأى منه التهاون في الواجبات، كالصلاة وأجزائها وشرائطها، بأنْ لا يأتوا بها على وجهها، لعدم صحّة القراءة والأذكار الواجبة، أو لا يتوضأ وضوءاً صحيحاً, أو لا يطهروا أبدانهم ولباسهم من النجاسة على الوجه الصحيح, أمرهم بالمعروف على الترتيب المتقدم، حتى يأتوا بها على وجهها، وكذا الحال في بقية الواجبات، وكذا إذا رأى منهم التهاون في المحرمات كالغيبة والنميمة، والعدوان من بعضهم على بعض، أو على غيرهم، أو غير ذلك من المحرمات، فإنَّه يجب أنْ ينهاهم عن المنكر حتى ينتهوا عن المعصية.

مسألة ۱٤83: إذا صدرت المعصية من شخص من باب الإتفاق وعلم أنَّه غير مصر عليها لكنه لم يتب منها وجب أمره بالتوبة، فإنَّها من الواجب، وتركها كبيرة موبقة مع إلتفات الفاعل إليها، بل وكذا مع الغفلة على الأحوط استحباباً.

مسألة ۱٤84: إنَّ من أعظم أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعلاها وأتقنها وأشدها، خصوصاً بالنسبة إلى رؤساء الدين أنْ يلبس رداء المعروف؛ واجبه ومندوبه، وينزع رداء المنكر؛ محرمه ومكروهه، ويستكمل نفسه بالأخلاق الكريمة، وينزهها عن الأخلاق الذميمة، فإنَّ ذلك منه سبب تام لفعل الناس المعروف ونزعهم المنكر؛ خصوصاً إذا أكمل ذلك بالمواعظ الحسنة المرغبة والمرهبة؛ فإنَّ لكلّ مقام مقالاً، ولكل داء دواء، وطب النفوس والعقول أشد من طب الأبدان بمراتب كثيرة، وحينئذ يكون قد جاء بأعلى أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

[1]. سورة آل عمران؛ الآية 104.

[2]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏5 ص59.

وهي کثيرة, منها: الإعتصام بالله تعالى.قال الله تعالى: وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[1].

وقال أبو عبد الله علیه السلام: أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ علیه السلام مَا اعْتَصَمَ‏ بِي‏ عَبْدٌ مِنْ‏ عِبَادِي‏ دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِي عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ ثُمَّ تَكِيدُهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ بَيْنِهِنَّ[2].

ومنها: التوكل على الله سبحانه، الرؤوف الرحيم بخلقه, العالم بمصالحه, والقادر على قضاء حوائجهم. وإذا لم يتوكل عليه تعالى فعلى من يتوكل أعلى نفسه، أم على غيره مع عجزه وجهله؟ قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[3].

وقال أبو عبد الله علیه السلام: إِنَّ الْغِنَى‏ وَالْعِزَّ يَجُولَانِ‏ فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوْضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَا[4].

ومنها: حسن الظن بالله تعالى، قال أمير المؤمنين علیه السلام فيما‌ قال: وَالَّذِي‏ لَا إِلَهَ‏ إِلَّا هُوَ لَا يَحْسُنُ‏ ظَنُ‏ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ‏ بِالله إِلَّا كَانَ الله عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ لِأَنَّ الله كَرِيمٌ بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاءَهُ فَأَحْسِنُوا بِالله الظَّنَّ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ[5].

ومنها: الصبر عند البلاء، والصبر عن محارم الله تعالى؛ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[6].

وقال رسول الله صلی الله و علیه و آله و سلم في حديث: فَاصْبِرْ فَإِنَ‏ فِي‏ الصَّبْرِ عَلَى‏ مَا تَكْرَهُ‏ خَيْراً كَثِيراً وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ‏ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً[7].

وقال أمير المؤمنين علیه السلام: لَا يَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَإِنْ طَالَ‏ بِهِ‏ الزَّمَانُ[8].

وقال علیه السلام: الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ حَسَنٌ‏ جَمِيلٌ‏ وَأَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ الصَّبْرُ عِنْدَ مَا حَرَّمَ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ[9].

ومنها: العفة، قال أبو جعفر علیه السلام: مَا مِنْ عِبَادَةٍ أَفْضَلَ‏ عِنْدَ الله مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَفَرْجٍ[10].

وقال أبو عبد الله علیه السلام: إِنَّمَا شِيعَةُ جَعْفَرٍ مَنْ‏ عَفَ‏ بَطْنُهُ‏ وَفَرْجُهُ‏ وَاشْتَدَّ جِهَادُهُ وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ وَرَجَا ثَوَابَهُ وَخَافَ عِقَابَهُ فَإِذَا رَأَيْتَ أُولَئِكَ فَأُولَئِكَ شِيعَةُ جَعْفَرٍ[11].

ومنها: الحلم، قال رسول الله صلی الله و علیه و آله و سلم: مَا أَعَزَّ الله بِجَهْلٍ‏ قَطُّ وَلَا أَذَلَّ بِحِلْمٍ قَطُّ[12].

وقال أمير المؤمنين علیه السلام: أَوَّلُ‏ عِوَضِ‏ الْحَلِيمِ‏ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ[13].

وقال الرضا علیه السلام: لَا يَكُونُ‏ الرَّجُلُ‏ عَابِداً حَتَّى يَكُونَ حَلِيماً[14].

ومنها: التواضع، قال رسول الله صلی الله و علیه و آله و سلم: مَنْ‏ تَوَاضَعَ‏ لله رَفَعَهُ‏ الله وَمَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ الله وَمَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ الله وَمَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ الله وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ أَحَبَّهُ الله[15].

ومنها: إنصاف الناس ولو من النفس, قال رسول الله صلی الله و علیه و آله و سلم: سَيِّدُ الْأَعْمَالِ‏ إِنْصَافُ‏ النَّاسِ‏ مِنْ نَفْسِكَ, وَمُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي الله, وَذِكْرُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كلّ حَالٍ[16].

ومنها: إشتغال الإنسان بعيبه عن عيوب الناس؛ قال رسول الله صلی الله و علیه و آله و سلم: طُوبَى‏ لِمَنْ‏ شَغَلَهُ‏ خَوْفُ‏ الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْ خَوْفِ النَّاسِ طُوبَى لِمَنْ مَنَعَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ الْمُؤْمِنِينَ[17].

وقال صلی الله و علیه و آله و سلم: إِنَّ أَسْرَعَ‏ الْخَيْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَإِنَّ أَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَكَفَى بِالْمَرْءِ عَيْباً أَنْ يُبْصِرَ مِنَ النَّاسِ مَا يَعْمَى عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ يُعَيِّرَ النَّاسَ بِمَا لَا يَسْتَطِيعُ تَرْكَهُ أَوْ يُؤْذِيَ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعْنِيهِ[18].

ومنها: إصلاح النفس عند ميلها إلى الشر؛ قال أمير المؤمنين علیه السلام: مَنْ‏ أَصْلَحَ‏ سَرِيرَتَهُ‏ أَصْلَحَ‏ الله عَلَانِيَتَهُ وَمَنْ عَمِلَ لِدِينِهِ كَفَاهُ الله أَمْرَ دُنْيَاهُ وَمَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله أَحْسَنَ الله مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ[19].

ومنها: الزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها، قال أبو عبد الله علیه السلام: مَنْ‏ زَهِدَ فِي‏ الدُّنْيَا أَثْبَتَ‏ الله الْحِكْمَةَ فِي‏ قَلْبِهِ‏ وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَبَصَّرَهُ عُيُوبَ الدُّنْيَا دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا وَأَخْرَجَهُ مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً إِلَى دَارِ السَّلَامِ[20].

وقال رجل: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام إِنِّي لَا أَلْقَاكَ‏ إِلَّا فِي‏ السِّنِينَ‏ فَأَوْصِنِي بِشَيْءٍ حَتَّى آخُذَ بِهِ. قَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى الله وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ, وَإِيَّاكَ أَنْ تَطْمَحَ إِلَى مَنْ فَوْقَكَ وَكَفَى بِمَا قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِ الله صلی الله و علیه و آله و سلم‏ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا[21], وَقَالَ: فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ[22], فَإِنْ خِفْتَ ذَلِكَ فَاذْكُرْ عَيْشَ رَسُولِ الله صلی الله و علیه و آله و سلم فَإِنَّمَا كَانَ قُوتُهُ مِنَ الشَّعِيرِ وَحَلْوَاهُ مِنَ التَّمْرِ وَوَقُودُهُ مِنَ السَّعَفِ إِذَا وَجَدَهُ وَإِذَا أُصِبْتَ بِمُصِيبَةٍ فِي نَفْسِكَ أَوْ مَالِكَ أَوْ وُلْدِكَ فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِرَسُولِ الله صلی الله و علیه و آله و سلم فَإِنَّ الْخَلَائِقَ لَمْ يُصَابُوا بِمِثْلِهِ قَطُّ[23].

[1]. سورة آل عمران؛ الآية 101.

[2]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏2 ص63.

[3]. سورة الطلاق؛ الآية 3.

[4]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏2 ص65.

[5]. المصدر السابق؛ ص72.

[6]. سورة الزمر؛ الآية 10.

[7]. وسائل الشيعة (ط. آل البيت)؛ ج‏15 ص263.

[8]. نهج البلاغة؛ الحكمة 153.

[9]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏2 ص90.

[10]. المصدر السابق؛ ص80.

[11]. وسائل الشيعة (ط. آل البيت)؛ ج‏15 ص251.

[12]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏2 ص112.

[13]. نهج البلاغة؛ الحكمة 206.

[14]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏2 ص111.

[15]. المصدر السابق؛ ص122.

[16]. المصدر السابق؛ ص145.

[17]. المصدر السابق؛ ج8 ص169.

[18]. المصدر السابق؛ ج2 ص460.

[19]. نهج البلاغة؛ الحكمة [432] 423.

[20]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏2 ص128.

[21]. سورة طه؛ الآية 131.

[22]. سورة التوبة؛ الآية 55.

[23]. وسائل الشيعة (ط. آل البيت)؛ ج‏16 ص14.

وهي كثيرة منها: الغضب؛ قال رسول الله صلی الله و علیه و آله و سلم: الْغَضَبُ‏ يُفْسِدُ الْإِيمَانَ‏ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ[1].

وقال أبو عبد الله: الْغَضَبُ‏ مِفْتَاحُ‏ كلّ شَرٍّ[2].

وقال أبو جعفر علیه السلام: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ فَمَا يَرْضَى أَبَداً حَتَّى‏ يَدْخُلَ‏ النَّارَ فَأَيُّمَا رَجُلٍ غَضِبَ عَلَى قَوْمٍ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ فإنَّه سَيَذْهَبُ عَنْهُ رِجْزُ الشَّيْطَانِ وَأَيُّمَا رَجُلٍ غَضِبَ عَلَى ذِي رَحِمَ فَلْيَدْنُ مِنْهُ فَلْيَمَسَّهُ فَإِنَّ الرَّحِمَ إِذَا مُسَّتْ سَكَنَتْ[3].

ومنها: الحسد؛ قال أبو جعفر وأبو عبد الله: إِنَ‏ الْحَسَدَ لَيَأْكُلُ‏ الْإِيمَانَ‏ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ[4].

وقال رسول الله صلی الله و علیه و آله و سلم ذات يوم لأصحابه: إِنَّهُ قَدْ دَبَ‏ إِلَيْكُمْ‏ دَاءُ الْأُمَمِ‏ مِنْ قَبْلِكُمْ وَهُوَ الْحَسَدُ لَيْسَ بِحَالِقِ الشَّعْرِ لَكِنَّهُ حَالِقُ الدِّينِ وَيُنْجِي فِيهِ أَنْ يَكُفَّ الْإِنْسَانُ يَدَهُ وَيَخْزُنَ لِسَانَهُ وَلَا يَكُونَ ذَا غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ[5].

ومنها: الظلم؛ قال أبو عبد الله علیه السلام: مَنْ‏ ظَلَمَ‏ مَظْلِمَةً أُخِذَ بِهَا فِي نَفْسِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وُلْدِهِ[6].

وقال علیه السلام: مَا ظَفِرَ بِخَيْرٍ مَنْ‏ ظَفِرَ بِالظُّلْمِ‏ أَمَا إِنَّ الْمَظْلُومَ يَأْخُذُ مِنْ دِينِ الظَّالِمِ أَكْثَرَ ممّا يَأْخُذُ الظَّالِمُ مِنْ مَالِ الْمَظْلُومِ[7].

ومنها: كون الإنسان ممّن يتقى شره؛ قال رسول الله صلی الله و علیه و آله و سلم: شَرُّ النَّاسِ‏ عِنْدَ الله يَوْمَ‏ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ[8].

وقال أبو عبد الله علیه السلام: مَنْ‏ خَافَ‏ النَّاسُ‏ لِسَانَهُ‏ فَهُوَ فِي النَّارِ[9].

وقال علیه السلام: إِنَّ أَبْغَضَ‏ خَلْقِ‏ الله عَبْدٌ اتَّقَى‏ النَّاسُ‏ لِسَانَهُ[10].

ولنكتف بهذا المقدار.

وقد وقع الفراغ في شهر رمضان المبارك من السنة الخامسة والتسعين بعد الألف والثلاثمائة هجرية على مهاجرها أفضل الصلاة والتحية وكان في النجف الأشرف على من شرفها ألف التحية والثناء.

[1]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏2 ص302.

[2]. المصدر السابق؛ ص303.

[3]. المصدر السابق؛ ص302.

[4]. المصدر السابق؛ ص306.

[5]. وسائل الشيعة (ط. آل البيت)؛ ج‏15 ص368.

[6]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏2 ص332.

[7]. وسائل الشيعة (ط. آل البيت)؛ ج‏16 ص49.

[8]. الكافي (ط. الإسلامية)؛ ج‏2 ص327.

[9]. المصدر السابق.

[10]. المصدر السابق؛ ص323.

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"