بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
وبعد؛ يقول الفقير إلى الله جل جلاله عبد الأعلى الموسوي السبزواري خلَف العلامة المرحوم السيد علي رضا رحمة الله: مما وفقني الله تعالى ومنَّ عليّ النظر في الفقه والبحث فيه, وقد جمعت ما يسر الله لي جمعه مترتباً على ترتيب كتاب العروة الوثقى فيما يحتوي من الكتب، وفي غيره من كتاب مهذب الأحكام الذي ألفته في الفتوى من طهارة الفقه إلى ديّاته، وسميته بـ (المنتقى) لكونه نقياً عن التفصيل والزوائد، مشتملاً على لُباب الأدلة والقواعد، وذكرت من الأدلة صفوها ولبابها, ومن المدارك خيرها وصوابها، وذكرت جملة القواعد الفقهية بمداركها الصحيحة الإجمالية في عناوين خاصة ليسهل الأمر على الطالب، ولم أتعرض مهما أمكنني ذلك لما يوجب التطويل، ولا فائدة فيه إلا التفصيل.
ونقّحت في صفحةٍ ما تعرض له الفقهاء في صفحات، وفي أسطرٍ ما تعرضوا له في صفحة. وذكرت من الأقوال أسدَّها، ومن الإحتمالات أصحّها، وأغمضت عن الأقوال النادرة والاحتمالات الباردة. وابتهل إلى الله تعالى الذي هو وليّ النعمة والعطاء أنْ يحفظنا وجميع المسلمين عن الزلل والخطأ، وأنْ ينظر إلى ما نتعب فيه أنفسنا نظرة القبول فإنَّه المأمول ونهاية السؤول، وأنْ يدّخر هذه الصحائف اليسيرة ليوم تنشر فيه صحائف الأعمال، وتزّل فيها أقدام الرجال، ويجعلها بغية الطالب ومنية الراغب؛ فإنّ جميع ذلك عليه تعالى سهل يسير، والمرجو منه تعالى أن ينظر إليه نظرة القبول وأنْ يحفظنا عن الخطأ إنَّه وليّ العطاء.
والكلام في هذه الرسالة يقع في فصول: