1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. ماقیل حول السید
  6. /
  7. معجم الألفاظ قرآنیة
  8. /
  9. باب الهاء
هـ ب ط

الهبوط: النزول من العلوّ إلى ما دونه، وفي قوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ[1]، المراد به: النزول من المحل الذي لا عناء فيه إلى دار التعب، والفناء، والكدورة، والشقاء، ولا اختصاص لذلك بآدم (عليه السلام) وحواء، بل هو جار في مطلق الإنسان، وقد أثبت ذلك علماء الأخلاق، والفلسفة والعرفان؛ وربما يتوهّم: أنّ الآية تدلّ على أنّ الخلق كان في السماء، فنزل آدم (عليه السلام) منها إلى الأرض؛ ولكنّه مردود بأنّ الهبوط أعمّ من ذلك، فإنّ معناه: النزول من محلّ مرتفع مطلقًا، نحو: قوله تعالى: يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وبَرَكاتٍ[2]، وقوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْرًا[3].

والأمر بالهبوط هنا تكوينيّ، نحو: قوله تعالى: يا نارُ كُونِي بَرْدًا وسَلامًا عَلى‏ إِبْراهِيمَ [4]، وقوله تعالى: يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ ويا سَماءُ أَقْلِعِي[5]، وقوله تعالى: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[6]، إلى غير ذلك من الآيات المباركة، ويصحّ أن يكون تشريعيًّا لوجوب الهجرة عقلًا، وشرعًا، لإعلاء كلمة اللّه تعالى، كما كان شأن جميع الأنبياء والرسل، والأولياء، فكما أنّ للهبوط دخلا في نظام التكوين، للهجرة دخل في نظام التشريع، فهذا الأمر تكوينيّ من جهة، وتشريعيّ من جهة أخرى.

[1]البقرة : 36

[2]هود: 48

[3] البقرة: 61

[4]الأنبياء: 69

[5]هود: 44

[6]النحل: 40

ه ج ر

الهجر: البعد، ضدّ الوصل، يقال: هجره، أي: تباعد، ونأى عنه، وفي الحديث: “ومن الناس من لا يذكر اللّه إلا مهاجرًا“، أي: بعيدًا عن الإخلاص، كأنّ قلبه مهاجر للسانه، وبينهما بعد، وغير مواصل له، قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [1].

[1] النساء : 34

هـ د ي

الهدي: يصحّ أن يكون من الهدية والتحفة، ومن السوق إلى الرشاد، وهو يرجع إلى الأوّل، لأنّ الهدية إلى اللّه ـــ عزّ، وجل ــــ نحو سوق لفاعليها إلى الرشاد، كلّ بحسبه، فهدايا العباد إلى اللّه جلّ جلاله، سياق لهم إلى الرشاد، ولا سيّما إذا تشرّفت بالقبول.

وفي قوله تعالى: وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ[1]  المراد به: ما يسوقه الناسك من النّعم، للتضحية به في مكّة، أو في منى.

 والهداية: الدلالة، سواء، كانت إلى الحقّ، أو الباطل، وكثيرًا ما تستعمل في القرآن في الأوّل، ومن الثاني قوله تعالى: وهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ[2]، وقوله تعالى: فَاهْدُوهُمْ إِلى‏ صِراطِ الْجَحِيمِ[3].

وللهداية مراتب كثيرة متفاوتة، يصحّ تعلّق الطلب بجميع مراتبها، كما يصحّ تعلقه بالمراتب الراقية، وإن كان الشخص واجدًا لها بالنسبة إلى المراتب السابقة، ففي كلّ مرتبة منها تطلب المرتبة الأرقى منها، فلا وجه للإشكال بأنّ الشخص إذا كان واجدًا للهداية لا يصحّ أن يطلبها من اللّه تعالى ثانيًا، لأنّ إبقاء ما يكون واجدًا له، وتكميل مراتبه، وطلب ما فوقه، كلّها من اللّه تعالى .

والهداية قسمان:

تكوينيّة: تعمّ جميع ما سواه تعالى من المجرّدات، والمادّيّات، ويدلّ على ذلك قوله تعالى: رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‏[4]، فالبلوغ إلى مرتبة الكمال في كلّ موجود هداية بالنسبة إليه.

وتشريعيّة: تخصّ المؤمن، ويطلبها منه عزّ، وجلّ، وقد جمعت في الإنسان الهدايتان: التكوينيّة، والتشريعيّة، وهو يطلبهما معًا، أمّا الأولى فبالاستعداد، وهو ما في سائر الموجودات، وأمّا الثانية فبالطلب، الذي يختصّ به، وأمّا الكافر فله الهداية التكوينية فقط، كالنباتات، والحيوانات، وإنّما ترك الهداية التشريعية باختياره، بعد ما تمّت الحجة عليه. وهدايته جلّ شأنه لعباده على أنواع:

الأوّل: عامّ يشمل الجميع قال تعالى: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِرًا وإِمَّا كَفُورًا [5]، وقال تعالى: وهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ[6]. ولا ريب في شمولها لجميع أفراد الإنسان.

الثاني: الهداية الخاصّة، وهي تختصّ بجمع، بذلوا وسعهم في العمل بالشريعة المقدّسة، فزادهم اللّه تعالى بذلك أنحاء الهداية، لقوله تعالى: والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا[7]، وقال تعالى: وجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا[8]، وقال تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ[9].

الثالث: ما هو أخصّ من الثاني، نحو ما ورد في شأن رسوله، وحبيبه (صلى اللّه عليه وآله): لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[10]، وقال تعالى: وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ والْأَرْضِ ولِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ[11].

وغير ذلك ممّا ورد في شأن أنبيائه الكرام، وهذا مقام عظيم لا يليق لأحد، إلّا لهؤلاء (صلوات اللّه عليهم أجمعين).

ولكلّ من هذه الأنواع مراتب كثيرة أيضًا.

[1] البقرة : 196

[2] البلد: 10

[3] الصافات: 23.

[4]  طه: 50

[5]  الدهر: 3

[6]  البلد: 10

[7]  العنكبوت: 69

[8]  السجدة: 24

[9]  الأنعام:90

[10]  الإسراء: 1

[11]  الأنعام: 75

هـ ز ء

هيأة (الهزء) كهيأة (الكفؤ)، تقرأ بوجوه أربعة: بضم الوسط، أو سكونه، وكل منهما، إمّا مع الهمز، أو من دونه، وجميعها لغات صحيحة تصحّ القراءة بها، لكن الأرجح أن يُقرأ بالهمزة مع ضم الوسط، والأدون مع الواو، وإسكان الوسط، والمعروف ترك الهمزة ، قال تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ[1].

ومادّة (ه ز ء) تأتي بمعنى: الخفّة، والاستخفاف، وهي كثيرة الاستعمال في القرآن الكريم، وغالبها من المخلوق بالنسبة إلى اللّه عزّ، وجل، وبالنسبة إلى أنبيائه، ورسله، قال تعالى: وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ [2]، وقال تعالى: وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ[3]، وقال تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ[4]، وكذا بالنسبة إلى آيات اللّه تعالى، وأحكامه المقدّسة، قال تعالى: واتَّخَذُوا آياتِي وما أُنْذِرُوا هُزُوًا [5]، وقال ـــ جلّ شأنه ــــ في شأن أهل النار: ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُوًا وغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها ولا هُمْ  يُسْتَعْتَبُونَ[6]، وقال تعالى: لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا[7]، وقد كرّر ذلك في القرآن، بأساليب مختلفة تسلية لأهل الحقّ، وإرشادًا لهم، بأن لا يتأثّروا باستهزاء أهل الباطل، وهذا من شعب الصراع بين الحقّ، والباطل، الذي هو قديم جدّا، بل يفاد من أدلّة كثيرة أنّ الدنيا لا تقوم إلّا بهذا الصراع.

وفي قوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ[8]، المشهور بين أهل اللغة أنّ الاستهزاء، والسخرية، متّحدان: معنًى، واستعمالًا، وإنْ قال بعضهم أنّ الأوّل لا يتعدّى إلّا بالباء، يقال : استهزأ به، ولا يتعدّى بـ (من)، بخلاف الثاني، فإنّه قد يتعدّى بهما، ولكنّ ذلك لا يمنع من استعمال أحدهما مكان الآخر، ولهذا ذهب الكثير الى عدم الفرق بينهما استعمالًا أيضًا؛ ولكنّ التحقيق يدلّ على الفرق بينهما، فإنّ الاستهزاء إنّما يستعمل من غير أن يسبق منه فعل يُستهزَأ به من أجله، بخلاف السخرية، فإنّها تدلّ على فعل سبق صدوره من المسخور منه، ولذا يتعدّى الأوّل بالباء، الذي يدلّ على الإلصاق، فكأنك ألصقت به استهزاءً، من غير أن يدلّ على شيء وقع الاستهزاء من أجله، بخلاف السخرية، نظير قولك: عجيب منه، فإنه يدل على فعل وقع التعجيب من أجله. والاستهزاء: ارتياد الهزء، وتعاطيه، فالهزء يجري مجرى العبث، ولا يقتضي التسخير ذلك.

[1]البقرة : 67

[2] الحجر: 11

[3] الزخرف: 7

[4] الأنعام:10

[5] الكهف: 56

[6] الجاثية:35

[7] المائدة: 57

[8] الأنعام : 10

ه ز م

الهزم، والدفع، والحطم، والكسر، والخرم: نظائر، والفرق بينها بالاعتبار، ويمكن أن يجعل الجامع: الفصل، والقطع، قال تعالى: فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ  [1].

[1] البقرة : 251

هـ ل ك

الهلاك: زوال الانتفاع المطلوب من الشي‏ء، وانتفاؤه، سواء كان بزوال موضوعه، أو بنحو آخر.

والتهلُكة: ما تصير عاقبته إلى الهلاك، وهو: الفساد، والضياع، قال تعالى: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[1]، وتطلق على تبدّل الصور بأنحاء الاستحالات، وعلى الفناء المطلق أيضًا، قال تعالى: كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[2].

[1] البقرة : 195

[2] القصص: 88

ه ل ل

الإهلال: رفع الصوت، ومنه: إهلال الصبيّ: إذا رفع صوته عند ولادته، وفي قوله تعالى: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ[1]، المراد به: ذكر ما يذبح له، نحو: اللات، والعزى، وغيرهما من الأصنام، بل ما سوى اللّه تعالى، فإنّ ذكر غيره جلّ شأنه، وذبح الحيوان له، يوجب حرمة الذبيحة، وإن استجمعت باقي الشرائط.

والأهلّة: في قوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [2]: جمع هلال، سُمّي بذلك لأنّ الناس يرفعون أصواتهم بالذكر حين رؤيته، وأهلّ القوم بالحج: إذا رفعوا أصواتهم بالتلبية.

[1] البقرة : 173

[2] البقرة : 189

هـ م م

الهمّ: القصد، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ  [1].

[1] المائدة : 11.

هـ و د

الَّذِينَ هادُوا: أي: الذين صاروا يهودًا، نُسبوا إلى يهوذا، أكبر ولد يعقوب، وأُبدلت الذال دالًا تخفيفًا في الاستعمال، وهو اسم جمع واحده يهوديّ، كالروم والروميّ.

وقد استُعملت مادّة (ه و د) بهيآتها في القرآن الكريم، فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هادُوا والصَّابِئِينَ والنَّصارى‏ والْمَجُوسَ والَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ[1]، وقال تعالى: كُونُوا هُودًا أَوْ نَصارى‏[2]، وقال تعالى: وقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ[3].

وهذه المادّة تأتي بمعنى: الرجوع، والتوبة، قال تعالى: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ[4] أي: تبنا، سُمّيت اليهود بذلك لتوبتهم من عبادة العجل، أو الرجوع عن شريعة موسى (عليه السلام)، أو الرجوع عن الإسلام، وكلّ صحيح في الجملة بالنسبة إليهم، بحسب الاختلاف الواقع بينهم، وقد نُسب إلى نبيّنا الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله) أنّه قال: اختلفت بنو إسرائيل بعد موسى بخمسمائة سنة حتّى كثر فيهم أولاد السبايا، واختلفوا بعد عيسى بمئتي سنة[5].

وتأتي بمعنى: السكون، والموادعة، والتأنّي في الحركة.

ويفاد من قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً ونُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ[6]، أنّ الإيمان بتوراة موسى (عليه السلام)، والتسليم بشريعته، أخصّ من مطلق التهوّد في تلك الأعصار القديمة، فضلًا عن هذه الأعصار، ويشهد لذلك ما نُقل في التاريخ أنّ بني إسرائيل ارتدّ أكثر أسباطهم إلى الشرك، وعبادة الأوثان، من بعد سليمان، ثم بادوا بالقتل، والأسر، فلم يبق منهم اسم، ولا رسم؛ والذين بقوا على صورة التوحيد، والشريعة، على تقلّب في ذلك أيضًا، هم الموسويّة، وهم أسباط يهوذا، أو من تبعهم، نحو: سبط بنيامين، فصار عنوان اليهود علمًا لمن ينتمي إلى الملّة الموسويّة.

[1]  الحج: 17

[2]  البقرة: 135،

[3]  المائدة: 64 .

[4]  الأعراف: 156

[5] مجمع البيان – ج 1 – ص 240

[6]  المائدة: 44

ه و ن

الهُون: الذلّ، قال تعالى:  وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [1]؛ أي: العذاب المشتمل على الذلّ، والخزي.

والهَوْن: اللّين، والرفق، والدعة، قال تعالى :  وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا[2].

[1] الأنعام : 93

[2] الفرقان: 63

هـ و ي

مادة (ه و ي) تأتي بمعنى: السقوط، وتستعمل في ميل النفس إلى الأمور، والشهوات الباطلة، فتهوي بصاحبها الى كلّ داهية في الدنيا، وإلى النار في الآخرة.

والهوى: الميل إلى الشي‏ء، سُمّي بذلك لأنّه يهوي بصاحبه الى النار، إذ يستعمل غالبًا في الشرّ، وفي ما ليس بحقّ.

وفي قوله تعالى: أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ[1]، المعنى: أنّكم تتّبعون أهواءكم حتّى في اتّباع رسل اللّه، فمن كان منهم موافقًا لهواكم تتّبعونه، وتخالفون من لا يكون كذلك.

وجمعه: أهواء، قال تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ[2].

[1] البقرة : 87

[2] المائدة : 77

هـ ي أ

الهيأة: الشكل، والصورة، قيل: هي مصدر بمعنى: المهيّأ، كالخَلْق بمعنى المخلوق.

وقيل: إنّها اسم الحال؛ والهيأة، والوصف، عرضان؛ إلّا أنّ الأوّل يقال باعتبار حصولها، والعرض يقال باعتبار عروضه، والوصف باعتبار لحاظ الذهن، بخلاف الهيأة فإنّها تُستعمل باعتبار الخارج.;

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"