1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. ماقیل حول السید
  6. /
  7. معجم الألفاظ قرآنیة
  8. /
  9. باب الظاء
ظ ل ل

الظلّ: الستر, وكلّ ما يستر عن الضياء يسمى ظلًّا، والجمع: ظِلال, قال تعالى في وصف أهل الجنّة: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وعُيُونٍ[1], والفي‏ء أخصّ منه، لاختصاص إطلاقه بما زالت عنه الشمس فقط، وليس كلّ ظلّ فيئًا.

والظُّلل: جمع ظُلّة, وهي: ما يُتستّر به، وسمّي السحاب, والغمام بذلك؛ وورد لفظ (ظلل) في القرآن الكريم في أربعة مواضع, وجميعها كناية عن التهويل, والعظمة، منها قوله تعالى: هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ [2].

والظليل: صفة اشتقّت من الظِل, تؤكّد معناه، وفي قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلًا ظَلِيلًا[3], أي: ظل الجنّة دائم لا حرّ فيه، ولا تنسخه شمس, كظلّ ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس في هذه الدنيا، قال تعالى: وظِلٍّ مَمْدُودٍ* وماءٍ مَسْكُوبٍ* وفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ* لا مَقْطُوعَةٍ ولا مَمْنُوعَةٍ [4].

وفي قوله تعالى: وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [5], يمكن أن يكون المراد من الظلّ: قرب الوصول إليه تعالى في الجنّة، فإنّ المؤمن في هذه الدنيا وإن كان قريب الوصول إليه تعالى، ولكنّه في عالم الجنّة أقرب، فأدخله في ظلاله, وإنّ ظلّه جلّ شأنه عليه دائم لا ينقطع.

ويمكن أن يكون تظليل الغمام إشارة إلى مقام تجلّي صفاته المقدسة جلّت عظمته لخلّص عباده، وإنزال المنّ, والسلوى, إشارة إلى المقامات الحاصلة لهم من التخلّي عن الرذائل, والتحلّي بالفضائل؛ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ  إشارة إلى قول نبيّنا الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله): ” إنّ لربّكم في أيام دهركم نفحات، ألّا فتعرّضوا لها”[6]، وفي قوله تعالى: وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [7] إشارة إلى قوله تعالى: “من تقرّب إليّ شبرًا، تقرّبت إليه ذراعًا، ومن تقرّب منّي ذراعًا، تقرّبت منه باعًا، ومن أتاني مشيًا أتيته هرولة”[8].

ويمكن أن يكون المراد من الظلّ: خلع المؤمن الكثافات الجسمانيّة عن نفسه, وتنزّهه عنها في ذلك العالم، فالظلّ شي‏ء، ولكنّه مجرّد عن الكثافة, كذلك المؤمن, لتناسب المكين مع المكان، وإنّ شرف المكان بالمكين، فيدخل اللّه تعالى المؤمن الجنّة بعد تطهيره من الكثافات الجسمانيّة، وقد دلّت عليه آيات شريفة, وروايات كثيرة, في وصف أهل الجنة.

وقد عُبّر عن المجرّدات بالظلّ في لسان الأئمة (عليهم السّلام), كثيرًا للإشارة إلى أنّ المجرّدات قد تكون من الجواهر، فإنّها شي‏ء لا كالأشياء، فعُبّر عن عالم الذرّ بعالم الظلّ، ففي حديث مفضل: “كيف كنتم حيث كنتم في الأظلّة؟، قال: يا مفضل كنّا عند ربنّا, ليس عنده أحد غيرنا, في ظلّة خضراء”[9]، فهو كناية عن قدسيّة أرواحهم الشريفة، وأنّها كانت من القرب المعنويّ الى المبدأ الأعلى، وفي حديث صفات الباري جلّ شأنه: “أزليّا, صمديّا, لا ظلّ له يمسكه، وهو يمسك الأشياء بأظلّتها”[10].

[1] المرسلات: 41

[2] البقرة : 210

[3] النساء : 57

[4] الواقعة: 30- 33

[5] البقرة : 57

[6] بحار الأنوار  – ج 68 – ص 221

[7] البقرة: 58

[8] عوالي اللآلي – ج 1 – ص 56

[9] الكافي – ج 1 – ص 441, كتاب: فضل العلم, باب:بلد النبي محمد (صلى الله عليه واله) ووفاته,حديث:7.

[10] الكافي – ج 1 – ص 91, كتاب: فضل العلم , باب:النسبة, حديث:2

ظ ل م

الظُلم: معروف، وقد ذُكر في معناه أمور, جميعها ترجع إلى ما هو المعلوم,  المعروف, والمرتكز في النفوس، وهو الجور, ومجاوزة الحدّ؛ وأنّه يتعدّى إلى مفعولين، يقال: ظلمه حقّه، وظلمه ماله، ونحو ذلك, لتضمّنه معنى الغصب والنقصان، فعدّي إلى اثنين.

وهو عدم النور, وهو التجاوز عن الحدّ المقرر شرعًا, وللظلمة مراتب كثيرة, تتحقّق بإتيان الكبيرة، أو الصغيرة، أو ترك الأولى, وربما تتحقّق في الغفلة عن اللّه تعالى.

وفي قوله تعالى : قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ[1], المراد من ظلمات البرّ, والبحر: شدائدهما, وأهوالهما التي يُبتلى بها الإنسان في هذه الحياة, فإنّ الظلمة إنّما تطلق على الشدّة التي تزيد في الاضطراب, والحيرة في دفعها, والظلمات لها التأثير الكبير في شدّة المكاره, والمخاوف؛ وقد جمعت باعتبار مواردها, وعدّها أكثر المفسّرين من المجاز عن شدائد البرّ, والبحر, وأهوالهما, ومخاوفهما. وفي العبارة من التهويل والتخويف ما لا يخفى.

ولهذه المادّة استعمالات كثيرة, يمكن حصرها في أنواع ثلاثة:

الأوّل: ظلم الإنسان لنفسه, قال تعالى: وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ[2].

الثاني: ظلم بينه, وبين اللّه تعالى, وأعظمه: الكفر, والشرك, والكذب على الله تعالى.

الثالث: ظلمه لغيره.

وكلّ هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس, فإنّ الإنسان حينما يهمّ بالظلم فقد ظلم نفسه, فالظالم أبدًا مبتدئ بنفسه في الظلم, ولهذا قال الله تعالى: وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[3]؛ والعقل مستقلّ بقبح الجميع, وقرّرته الكتب السماويّة، والقرآن الكريم.

وفي قوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ[4], المراد به جميع ذلك.

وفي قوله تعالى: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ[5], المراد به: ظلم النفس، لأنّ ارتكاب ما لا يرتضيه المعبود, ولو على نحو التنزّه بالنسبة إلى بعض, لا يناسب العبوديّة المحضة، فيفاد من ذلك أنّ النهي كان من مجرّد الإرشاد إلى ما يترتّب على ارتكابه من آثار مذكورة في قوله تعالى: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها ولا تَعْرى*‏ وأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها ولا تَضْحى‏[6]؛ فيكون المعنى: إن خرجت منها تمنع نفسك من الكرامة والنعيم، وتلقى هذه المصاعب, وهي عبارة أخرى عن الشقاء, والتعب الملازم لدار الدنيا، نحو ما قاله تعالى في آية أخرى، فلا يكون الارتكاب موجبًا لترتّب العقاب الأخرويّ.

وظلّام: تأتي إمّا للنسب, نحو عطّار، أو للمبالغة، وكلاهما صحيح في قوله تعالى: ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [7], أمّا الأوّل, أي: لا ينسب اليه ظلم أصلًا, لأنّ من كان على نهاية الكمال, والعظمة, وكانت كلّ صفة فيه في أعلى مراتب الكمال, لا يُعقل الظلم بالنسبة اليه, لأنّ الظلم يستلزم النقص, والمفروض انتفاؤه فيه جلّ شأنه, فلو كان سبحانه وتعالى ظالمًا, كان ظلّامًا.

وأمّا الثاني, فلأنّ المنفيّ عنه, الظلم الكثير, فإذا ترك الظلم الكثير, على الرغم من زيادة نفعه في حقّ من يجوز عليه النفع, والضرّ, كان لقليله مع قلة نفعه أكثر تركًا, وأشدّ امتناعًا, ويمكن أن يكون التكثير, والمبالغة, لأجل تعدّد الأعمال والجزاء.

والظُلمة: عدم النور, ووضوحهما يغني عن التعريف, والجمع: ظُلُمات, قال تعالى: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ[8]؛ والظلّام لا يستعمل إلّا في مورد من شأنه أن يتنوّر، فيكون النسبة بينهما عدم الملكة.

[1] الأنعام : 63

[2] البقرة : 231

[3] آل عمران : 117

[4] البقرة: 124

[5] البقرة: 35

[6] طه: 118 ـــــ 119

[7]آل عمران: 182

[8] الأنعام : 1

ظ ن ن

الظنّ: مرتبة من الاعتقاد، وهو ممّا يضعف, ويشتدّ، ويُستعمَل في القرآن الكريم بمعنى: اليقين، وبمعنى: مطلق الرجحان، وبمعنى: الوهم، والفارق القرائن الخارجيّة, أو الداخليّة، قال تعالى: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ[1], أي: حصل لهم اليقين بذلك, وكذا في قوله تعالى: وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ* الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ[2], فإنّ مقام الخشوع لا يناسب إلّا اليقين, فلا تنافي بينه, وبين قوله تعالى: وبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ[3]؛ ولعلّ في التعبير بالظن, إشارة إلى أنّ الخاشعين اكتفوا بالظن, فاشتدّ خوفهم منه, وهانت عليهم مشاق الدنيا, فكيف بمن تيقّن بالملاقاة.

[1] الحشر: 2

[2] البقرة:  45ــــ 46

[3] البقرة: 4

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"